شموع إيمانية رسالية، من أصلاب تقية، وأرحام نقية، كانت تجوبُ طرقات رأس الرمان وازقتها، وهي بعدُ لم تبلغ الحلم تسير على نهج الآباء والأجداد، تردد كلمات عفوية بسيطة شجية، في المواسم الدينية وخصوصاً في الأيام العشرة الأولى من محرم من كل عام، وعندما نما غرسها اصبحت تلك الحناجر تردد بعض المقاطع التي يقولها الكبار من قصيدة أحرم الحجاج، وقال سُليم، إلى أن اشتد هذا الزرع وقوى عوده اصبحت تلك الحناجر تجهر بقوة بمظلومية أهل البيت عليهم السلام، وتلك السواعد تحمل رايات الحسين عليه السلام خفاقة في سماء الشرف والبطولة والإباء، إلى ان اكتمل البنيان وأينعت الثمار، واصبح هؤلاء الأشبال رجال، لهم روافد من الأخوة والأبناء يسيرون على دربهم ويحدون حدوهم، في ترتيل للقرآن، وقراءة أدعية المعصومين ومشاركة في المواكب الحسينية وافواههم الايمانية ذلك النعي الشجي الذي يحرك الوجدان واصواتهم الجهورية تصل إلى عنان السماء إنهم بحق “كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار”
وببركة اللطف الالهي والمعصومين عليهم السلام اجتمعوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا يشهد لهم بالفضل القاصي والداني فلهم كيانهم المستقل وهاهو موقعهم على شبكة المعلومات العالمية سطع كالشمس في رابعة النهار وحقيقة “إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى” فجزاهم الله خير جزاء المحسنين.